ملخّص رواية (في سبيل التّاج) للمنفلوطي

القائمة الرئيسية

الصفحات

ملخّص رواية (في سبيل التّاج) للمنفلوطي


قراءة و تقديم لرواية (في سبيل التّاج) لمصطفى لطفي المنفلوطي







عن المؤلف

هو الشّاعر و الأديب الفرنسي فرونسوا كوبييه (1842-1908)، لم يتلقّى التّعليم الكافي في المدارس لذا انشغل بقراءة الكتب القديمة، فنظم بعض الشّعر سرعان ما أتلفه لأنّه لم يلقى إعجابًا عند النّاس. ثمّ انشغل بتأليف الرّوايات المسرحية فأبدع فيها، و ذيع صيته’ حتى مُثٍّلت رواياته فوق أكبر خشبات المسارح في فرنسا.
كتب روايته التّراجيدية في سبيل التّاج (Pour la couronne) سنة 1895، و عرّبها المنفلوطي بتصرف سنة 1920 و أهداها إلى سعد زغلول أحد رجالات الحركة الوطنيّة المصريّة آنذاك.




شخصيّات الرواية

قسطنطين برانكومير: جندي في قوات الجيش البلقاني و سليل القائد العظيم (ميشيل برانكومير) و الذي وُليَّ قائدًا أعلى للجيش من قبل الأسقف (أتين) ملك أرض البلقان و رجلها الأوّل بُعيدَ أشهر من وفاة الملك (ميلوش).

ميشيل برانكومير: قائد الجيش البلقاني و صاحب الأمر و النّهي فيه، وُلٍد و كبُرَ في ساحة المعركة فاكتسب من الغلظة و الخشونة و التّخطيط و التّدبير ما خوّله لحمل راية البلقان في معاركها، و ذود الأعداء عنها في كلّ وقيعة حربيّة خصوصًا تلك التي جمعت بينه و بين الأتراك المستعمرين.


الأسقف أتين: ملك البقان و ذو الفضل العظيم في إحياء نفوس رجالها، و استنهاض هممهم، بعد أن أذاقهم الاستعمار التّركي من الذّل و الهوان ما لا طاقة لهم على احتماله، و هذا بتقاعس من الملك المقبور (ميلوش) و الذي ولّاه العثمانيون ملكًا على أرض البلقان ليمكّن لهم فيها الذي يريدون، من هدم الكنائس، و بناء الصّوامع، و نهب الثّروات، و اغتصاب الخيرات.

بازيليد: امرأة يونانية تزوّجها الأمير (ميشيل برانكومير) بعد وفاة زوجته الأولى. و همّها الوحيد أن تُصبح ملكةً على أرض البلقان و سماءها، لأنّه وح سب ما تقول، أنّ عرّافًا دخل عليها عند أمّها و هي طفلةٌ صغيرة، فتنبّأ لها بأنّها ستصبح ملكةً ذات شأنٍ عظيم في مستقبل أيّامها، و ما كانت للتزوّج بشيخ طاعن مثل (برانكومير) إلا لتجعل منه طريقًا يوصلها إلى آمالها الحسان.

ميلتزا: فتاة نورية راقصة، كان يتلهّى بها الأتراك في معسكراتهم قبل أن يستنقذها (قسطنطين) و يُنزٍلها منزلة عظيمة من قلبه، كيف لا وقد وجد في الحديث إليها تسريةً لهمومه بعد وفاة أمّه و تنكّر كل أوجه السّعادة له. فكان قلبًا عطوفًا عليها، و كانت وفيّة له بقدر عطفه عليها، أو يزيدُ عن ذلك كثيرًا.



الحبكة

تعود وقائع الرّواية إلى القرن الرّابع عشر عندما أغارت الدّولة العثمانية على شعوب البلقان لتغنم خيراتهم، و تنكس صبانها، فما كان من البلقانيين إلا أن يهبوا هبة رجل واحد ليقفوا في وجه الأتراك و يثنوهم عن مقصدهم.
و تصوّر لنا رواية (في سبييل التّاج) أسمى درجات التّضحية التي بلغها امرؤ يومًا ما، فلم يكف القائد البلقاني العظيم (قسطنطين) أنّه ضحى بأبيه في سبيل وطنه، بل أنّه أسلم نفسه للموت بقلبٍ راضٍ عندما خُيِّر بين أن يفضح خيانة أبيه فيحيا، أو أن يعزوها إلى نفسه فيموت، فآثر الأخرى على الأولى و مات ميتةً شريفة لم ينلها الجنود في ساحة الوغى.


يعيّن الأتراك المدعو (ميلوش) ملكًا على أرض البلقان، فيمالئ أعداءه على بني جلدته، إلى أن يظهر الأسقف (أتين) بين النّاس، فيستثير حفائظهم ليذودوا عن أوطانهم، و يشحذ هممهم ليثوروا في وجه الأتراك، و لا يزال يدعوهم إلى التّضحية في سبيل البلقان، حتى يُقنعهم و يقنع الملك (ميلوش) بضرورة حمل السّلاح، و إنهاء الوصاية العثمانية على البلقان، و هذا ما تمّ لهم بالفعل.
بعد وفاة الملك (ميلوش) تنتخب الجمعية الوطنية الأسقف (أتين) ملكاً على البلقان، و كان منافسه في الملك حينها القائد العظيم (ميشيل برانكومير) الذي امتعض امتعاضًا شديدًا لعدم انتخابه ملكًا،  كيف لا و قد أفنى حياته مدافعًا عن الوطن في الصّفوف الأولى. و لم يكن (برانكومير) طامعًا في الملك لأجل نفسه، بل من أجل زوجته (بازيليد) التي يذوب قلبه حبًا لها، و التي لا يهمّها شأنٌ من شؤون الحياة غير شأن نفسها، و أن ترى رأسها في قادم الأيام، مرصّعًا بتاج المُلك بأيّ ثمن.


و لا زالت (بازيليد) تفتّش عن الطّريق الذي تصل به إلى التّاج حتى وجدته. فقد أقنعت - بعد لأي - زوجها القائد (برانكومير) على إخلاء شعب (تراجان) من الحرّاس ليسهّل على الأتراك الوصول إلى العاصمة و إسقاط البلقان، و هذا كلّه بعد الاتفاق مع الامبراطور العثماني على تنصيب القائد ملكًا على (البلقان) إذا تمّ لهم ما أرادوا بعونه. و لم يخفَ من هذا شيئٌ على (قسطنطين)، فقد عرف أنّ والده عازم على خيانة وطنه بفتح الحدود للأتراك، فتبعه إلى شعابا (تراجان) ليثنيه عن عزمه  بتذكيره بمعاركه الخالدة التي استبسل فيها من أجل وطنه و أهله، و بوعظه أن يُقايض رجل شريفٌ مثله وطنه الغالي، بتّاج من شوك يتناوله من يد مغتصبه. فأبي الأب إلا أن يسمح للأتراك بالزحف نحو (فيدين) و إسقاط العاصمة، فلم ير (قسطنطين) رأيًا غير أن يقتل أباه ليحقن دماء أبناء وطنه، فتمّ له ذلك دون أن يعلم عالمٌ بما جرى بينه و بين أبيه في تلك الليلة على الحدود.

خلف (قسطنطين) والده في قيادة الجيش، و قد عبس الحظّ في وجهه فانهزم في الكثير من الوقائع، فوجدت (بازيليد) في ذلك السّبيل إلى دس الدّسيسة له بين جنوده لينقلبوا عليه، و يسحبوا الثّقة منه، لا لسببٍ إلا لأنّها لا تُطيقه لأنّه شريف، و تعلم منهُ أنّه لا يُطيقها لأنّ نفسها شريرة. فبعد أن تمّ لها ما أرادت جاءته بثوب النّاصح المرشد أن يُكمل ما جبُن عن إكماله والده، و وضعت بين يديه عهدًا مختوما بين (آل برانكومير) و (السّلطان العثماني) يقضي بإخلاء الحدود، و هو ذاته العهد الذي تمّ بين والده (ميشيل) و الأتراك.  

رفض (قسطنطين) أن يخون وطنه في سبيل التّاج كوالده، بل اعترف لبازيليد أنّه قد قتل أباه بسيفه، فجنّ جنونها، و عزمت على الانتقام منه. في تلك اللّحظات دخل الملك (أتين) عليهما، فابتدرت (بازيليد) إلى وثيقة العهد العثماني و عرضتها للملك مطالبةً إياه بمعاقبة هذا الخائن لوطنه و (قسطنطين) جامد في مكانه كأنّ فالجًا أصابه. هنا أمر الملك بسجن (قسطنطين) و ما هي إلا أيّام قلائل حتى صدر حكم الإعدام في حقه، و بينما اجتمع النّاس ليشهدوا موت هذا الخائن – في نظرهم – إذا بـ (ميلتزا) تندفع من بين الحضور نحو (قسطنطين) و تطعنه طعنة نجلاء أتبعتها بطعنة قاتلة لنفسها ففاضت روحهما.

بقي النّاس يجهلون الحقيقة طيلة 35 سنة حتى حضر (بازيليد) الموت، فظلّت تهذي بالحقيقة حتى علم النّاس بعد فوات الأوان، أنّ بطون النّساء في البلقان لم تنجب من هو أشرف من (قسطنطين برانكومير)، لأنّه ضحّى بأبيه من أجل وطنه، ثم بنفسه من أجل شرف أبيه، فبلغ بذلك أسمى درجات التّضحيّة التي يمكن للنفس البشريّة بلوغ علياءها.


Post Navi

تعليقات

5 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق