ملخص رواية (الأربعة الكبار) لآجاثا كريستي
يقف رجل أغبر على عتبة باب المحقق البلجيكي حاد الذّكاء (هيركيول
بوارو)، و ما هي إلا لحظة حتى يسقط مغشياً عليه، قبل أن يفارق الحياة، و هذا بعد
أن ترك خربشة غير مفهومة، هي عبارة عن الرقم 4 مكتوبًا عدّة مرّات.
حدث هذا عندما كان (هيركيول) يحزم حقائبه للسّفر إلى مدينة (ريو دي
جانيرو) من أجل إتمام مهمّة عرضها عليه المليونير الأمريكي (آبي ريلاند) مقابل
مبلغ مالي ضخم. و ما لبث المحقق أن فوجئ بزيارة صديقه المقرب (آرثر هاستينغز)
فألغى رحلته بعد إلحاح الأخير على المكوث معه في (لندن) عوض السّفر إلى أمريكا
الجنوبية. كما أنّ وفاة الرّجل في بيته أخلط أوراقه، و أجبره على تغيير رأيه حول
الرّحلة.
بعد وفاة الزّائر الغريب أمام عينيه، اكتشف (هيركيول) أنّ منظمة
إجرامية تُدعى (الأربعة الكبار) تلاحقه و تروم القضاء عليه. ذلك لأنّ المحقق
العبقري أبدى اهتمامه بقضيتهم خصوصًا بعد أن ترك الرّجل الأغبر رسالة مشفرّة
بالرقم 4، فهمها (هيركيول) أنّها إشارة من (الأربعة الكبار) يقصدون بها ترهيبه
للابتعاد عن طريقهم، و التوقف عن ملاحقتهم بتحقيقه المزعج.
و (الأربعة الكبار) عبارة عن عصابة يديرها أربعة أشخاص لهم نفوذ عظيم
في العالم كلّه. الرقم 1 مليونير أمريكي (هو نفسه الذي عرض قضية ريو دي جانييرو
على المحقق ليضلّه عن اتّباعه و تقفّي أثره). الرقم 2 اسمه (لي شانغ ين) و يُدعى
أيضًا المدمّر أو صاحب أذكى عقل في الشّرق، و هو العقل المدبّر للمجموعة و قائدها،
و من صفاته أنّه يتّسم بالغلظة و القسوة، فهو يقتل و يعذّب دون رحمة أو شفقة.
الرقم 3 هي الكيميائية الفرنسيّة الشّهيرة مدام (أوليفيير) و التي تعتبر أعظم
عالمة في مجالها، و التي يعتقد الجميع جازمين أنّها امرأة لا تهتمّ إلا بالكيمياء.
أمّا الرّقم 4 فهو الممثّل الانجليزي (كلود داريل) و الذي يمتاز بقدرة رهيبة على
تغيير شكله و هيئته دون أن يُكتشف، فقد التقى بهيركيول في أكثر من مناسبة،
متقمّصًا شخصيةً مختلفة في كل مرّة، دون أن ينتبه الأخير إلى ذلك. و كان سيسهل على
المحقق اعتقالهم جميعا لو أنّه عثر على دليل يدينهم، لكنّهم لا يتركون أثرًا خلفهم
أبدًا، فهم ينفذّون جرائمهم عن طريق رجالهم و يتوارون هم في الخفاء بعيدًا عن
الأعين و الأنظار.
بدأ المحقق و مساعده (هاستينغز) بتتبع الخيوط التي تقود إلى منظمة (الأربعة الكبار). و خاطروا في
سبيل ذلك بحياتهما مخاطرة عظيمة. فحدث أن وقعا أسيرين في يد العالمة (مدام
أوليفيير) التي كانت تنوي قتلهم. لكن (هيركيول) نجى بفضل ذكاءه عندما طلب منها أن
تلبي طلبه الأخير و أن تسمح له بتدخين سيجارة، و لمّا وضعتها في فمّه أخبرها أنّها
محشوة بإبر قاتلة قد أعدّها لمثل هاته الحالات الطارئة، و أنّها ميتة لا محالة إذا
لم تطلق سراحه في الحال هو و مساعده، فلم تجد بدًّا من إخلاء سبيلهما.
و في إحدى المرّات وقع الكابتن (هاستينغز) في قبضة جماعة من جماعات
(الأربعة الكبار). و خيّروه بين أن يكتب رسالة إلى صديقه (هيركيول) يلتمس منه
القدوم إليه و يوقعه في الشّرك، أو أن يقتلوا زوجته التي أوهموه كذبًا أنّها في
حوزتهم. فلم يجد بدّا من كتابة الرّسالة التي ما إن وصلت إلى المحقق العبقري حتى
فهم كلّ شيء، و ذهب إلى انقاذ صديقه بعد رسم خطة محكمة. و هو ما تمّ له فعلا بعد أن ألقى قنبلة دخانية
أفقدت الجميع وعيهم إلا هو الذي كان يرتدي قناعًا خاصًّا بالغازات و الأدخنة، فحمل
(هاستينغز) و فرّ به تاركًا أعداءه فاقدين الوعي.
كما حدث أيضًا أن دبّرت المنظمة انفجارًا ظنّ فيه الجميع أنّ المحقق
(هيركيول) قد قُتل، بما فيهم أقرب أصدقاءه أي معاونه (هاستينغز). حتى أنّ جنازته
كانت قد أقيمت، و اختفى هو عن الأنظار لأشهر عديدة كان يخطّط فيها للقضاء على
عناصر المنظّمة الذين كشفوا عن الكثير من خططهم بعد أن اعتقدوا كذبًا بوفاة عدوّهم
اللدود.
و بعد مضي أشهر عديدة ظهر (هيركيول) أمام صديقه (هاستينغز) الذي لم
يصدّق ما تراه عيناه. و أخبره أنّه اصطنع حادثة وفاته جرّاء الانفجار حتى يدرس
عدوّه جيدًا، بل إنّ الانفجار نفسه ما هو إلا جزء من خطّته المرسومة بإحكام و
الهادفة إلى الإطاحة بالأربعة الكبار.
في الوقت ذاته، عقد (الأربعة الكبار) اجتماعًا هامًّا في إحدى المناطق
الجبليّة، اجتماعٌ كان (هيركيول) على دراية به، و كان بمثابة آخر محطة في صراعه
معهم. حيث تعمّد المحقق أن يلقي بنفسه في قبضتهم، و لمّا حدث له ما أراد و وجد
نفسه أمامهم وجهًا لوجه، أخبرهم أنّ الجبل محاصر من قبل رجاله، و أنّ لا خيار لهم
إلا الاستسلام. فهرعوا هاربين من ممرّات سريّة كانوا قد أعدّوها لمثل هذا الغرض. و
تركوه مكبّلا رفقة صديقه، و برفقتهم معاونة مدام (أوليفيير) الكونتيسة (روساكوف)
التي تلقّت عرضًا سخيًا من (هيركيول). و هو أن عرض عليها استعادة ابنها الذي ظنّته
ميتًا، و الذي تبنّاه (هيركيول) منذ سنوات،
مقابل مساعدته على الخروج من الجبل هو و معاونه، فكان له ما أراد. و لمّا
فعل و تأكد أنّه في مأمن، فجّر معاونوه المكان و قضوا على ثلاثة من (الأربعة
الكبار).
و فيم يخصّ العضو الرّابع، و هو الصّينيّ (لي شانغ ين) فقد انتحر بعد أيام قليلة بسبب صدمة وفاة أصدقاءه، و هزيمة مجموعة (الأربعة الكبار) و فشل ثورته. أما (هيركيول) فقد عاد إلى حياته الهادئة المنعزلة بعد نجاحه في حلّ أخطر قضية في العالم.
تعليقات
إرسال تعليق