ملخص رواية (كن خائنًا تكن أجمل)
تبدأ أحداث القصة عندما يتحصل (عبد الله) على وظيفة حلمه، ويصبح مدرسًا للأطفال في نفس المؤسسة التي تلقى فيها تعليمه الابتدائي بإحدى ضواحي (عَمّان) عاصمة (الأردن).
تميزت أيامه الأولى بالجد والكد في العمل مع الحفاظ على العلاقة الطيبة بينه وبين تلاميذه والأساتذة العاملين معه، باستثناء أستاذة كان يرى منها بعض الاستعلاء والتكبر دون أن يولي لأمرها أهمية كبيرة.
مع مرور الوقت وجد (عبد الله) نفسه مجبرًا على التعامل مع تلك الأستاذة بحكم طبيعة العمل. قبل أن تتطور علاقتهما وتعطيه (روان) رقم هاتفها ليتصل بها عند الحاجة. ثم مالبثت علاقتهما أن تطورت إلى أبعد من زمالة العمل، فأصبحا يتبادلان تفاصيل حياتيهما، ويفضي كل منهما بخباياه للآخر، وماهي إلا بضعة شهور حتى وقع كلّ منهما في حبّ الآخر، وعقد (عبد الله) العزم أن يفاتح أهله في أمر خطبتها ويعجّل في الزواج بها في أقرب الآجال قبل أن يظفر بها رجل غيره.
رفض والد (عبد الله) فكرة زواجه بروان رفضًا قاطعًا بعد أن عُرضت عليه، ذلك لأنّ مستوى عائلتها لا يرقى لمستواهم أبدًا. فهي مجرد لاجئة تسكن أحد المخيمات، وهو ابن عائلة مرموقة ذات علم وأدب وصيت ذائع. أصرّ (عبد الله) على طلبه واستجدى والده ليخطب له الفتاة التي يحب لكن الأخير رفض رفضًا قاطعا وقطع أمامه كل سبل إقناعه وتغيير رأيه من الرفض إلى القبول والإيجاب.
حينها اهتدى (عبد الله) إلى حيلة ذكية ليتمكن من الظفر بفتاة أحلامه دون الحاجة إلى موافقة أو حضور أبيه الذي يعمل في بلاد بعيدة. إذ أنّه أوهم والدته بأنّ والده قد رضي أخيرًا بتزويجه من تلك الفتاة، وأنّه وكّل إليها أمر خطبتها إلى ابنه. وبالفعل تمّ للإبن ما كان يشتهي ويريد. فما هي إلا بضعة أيام حتى تمّت خطبة (عبد الله) و(روان) ليليها حفل الزفاف بعد أشهر معدودات.
غضب والد (عبد الله) من ابنه غضبًا شديدًا لأنّه عصى أمره، وكذب باسمه. وكذلك والدته التي تسبب لها في مشكلة كبيرة مع زوجها الذي كاد يجزم بضلوعها في قضية زواج ابنها لو لم يكن يعرفها حق المعرفة. ورغم هذا كلّه، فقد أحبّ والد (عبد الله) زوجة ابنه حبًّا كبيرًا لما أظهرته من معاملة حسنة، وأخلاق طيّبة بعد الزّواج. بل وتمنّى أنّ يعود به الزّمن إلى الوراء ليخطبها إلى ابنه بنفسه.
رُزِق الزّوجان السّعيدان بولدين جميلين، قبل أن يتلقّى (عبد الله) عرضًا مغريا للعمل في السّعودية. فقبله دون تردّد، وحزم حقائبه مع زوجته وأولاده ليطيرا إلى بلاد الحرمين. وماكادا يستقران في ديار الغربة حتى حملت (روان) بطفل ثالث بالرغم من أنّ (عبد الله) كان قد نهاها عن ذلك بسبب عدم استقراره ماديًا.
داخله الشّك إزاء زوجته لأول مرة منذ أن عرفها قبل اثنتي عشرة عامًا. فقبل زواجهما حدثته عن الغشاء المطاطي الذي لاينزل بسببه دم من العروس في ليلة الدخلة، فحدث ولم ينزل منها دم في ليلة العمر. وها هي اليوم تحمل بطفل ثالث رغم أنّه نهاها أن تفعل. بل إن حملها ووضعها لطفلهما الثاني كان ضد رغبات زوجها. إذن فهنالك لبس في القضية لا ريب، وهنالك أمر خطير يُحاك في الكواليس دون علم الزّوج المسكين الذي يضع ثقة عمياء في زوجته.
وذات يوم وبينما كان (عبد الله) في بيته مع زوجته وأولاده، التقط هاتف (روان) وجعل يطّلع على الرسائل الواردة إليها عبر تطبيق "واتساب" ويا ليته ما فعل. فقد وجد رسالة واردة قبل أسبوعين من رقم غير مسجّل مكتوب فيها: "لقد اشتقت إليك حبيبتي لماذا لا تردين على رسائلي؟".
هنا جُنّ جنون ذلك الرّجل ولم يكد يصدّق أنّ المرأة التي تحدّى من أجلها كل الظرّوف والمصاعب، وكاد أن يخسر والده من أجلها، هي اليوم تطعنه في ظهره طعنة نجلاء دون رحمة ولا شفقة ولا هوادة.
واجه (عبد الله) زوجته وكاشفها بأنّه قد عثر على دليل قاطع يدينها بخيانته وتلطيخ شرفه، لكنّها أنكرت تبادلها أي رسائل غرامية مع أيّ كان، وزعمت أن أختها (نهاية) هي من أرسلت لها تلك الكلمات من رقم لا تعرفه بداعي المزاح ليس إلا، بل إنّها راحت تلقي اللوم عليه لأنّ نفسه سوّلت له أن يشكّ بها. لكنّ (عبد الله) لم يصدّقها وقام يبحث عن صاحب رقم الرّسالة الغرامية عن طريق إحدى تطبيقات الهاتف، فبُهِت ساعة عرف من هو: إنّه المحامي الذي عملت (روان) كسكرتيرة في مكتبه فور تخرّجها من الجامعة قبل 12 سنة!
لقد كانت تضحك على (عبد الله) طيلة اثنتي عشر سنة دون أن يكتشف أمرها. كما أنّها فقدت عذريتها قبل أن يدخل بها زوجها، وتحجّجت بخدعة الغشاء المطاطي الذي لا يسيل من صاحبته الدّم أبدًا عندما تمارس الجنس لأول مرة فقط لتبرّئ نفسها وتمهّد الطريق لأنّها تعلم أن مكانتها كبيرة في قلب زوجها، وأنّه لن يرتاب لأمرها أبدًا مهما حصل.
كل ذلك الحب كان عبارة عن كذبة كبيرة أبدعت (روان) في كتابة فصولها، ونجحت في جعل (عبد الله) يصدّقها دون أن تعتريه أيّ شكوك.
بعد الحادثة قام (عبد الله) فطلّق زوجته بعد عودته وإياها إلى (الأردن) دون أن يفشي سرّها أو يفضحها لأي أحد حتى والديه. هذان الأخيرين الذان رفضا محادثته قبل أن يرجع زوجته ويلملم شتات أسرته من جديد، لكن الخطب جلل، والرّجوع مستحيل.
بعدها دخل (عبد الله) في موجة اكتئاب حادّة، أصابته بشلل في قلبه أثّر على وظائف عمله بنسبة 50%. مما استدعى القيام بعملية في أقرب الآجال. لكن يد القضاء أبت إلا أن يموت ذلك الرّجل المسكين الذي قتل الحب قلبه، قبل أن يجد الشّفاء إليه سبيلاً.
مات (عبد الله) في منزله بالرياض ولم يكتشف أحد أمره إلا بعد مرور قرابة الأسبوع على ذلك. لم يكتشف لا أصدقاؤه ولا أقاربه وفاته حتى أصدرت جثته الرّوائح الكريهة كأن ليس له من يطمئن عليه. مات (عبد الله) ومات معه ذلك السّر الهائل العظيم الذي أبى أن يكشفه لأي أحد حتى والديه. سر زوجته الخائنة التي استغلّت نواياه الطّيبة أبشع استغلال، واتّخذته زوجًا لا لتخدمه وتعينه على متاعب الحياة، بل لتستر عارها وتواري فضيحتها.
أما ما تمّ من أمر (روان) هو كالآتي:
عانت (روان) كثيرًا عند وضع مولودها الثالث مما أجبر الأطباء على استئصال رحمها فأدخلها ذلك في موجة حزن رهيبة بعد علمها أنّها لن تستطيع أن تحبل من جديد كمثل بقية النّساء. ثم بعدها أصيبت بشلل كامل على إثر حادث سيارة أقعدها العمر كلّه على كرسي متحرّك ذو عجلتين. ولم ينتهي الأمر عند هذا الحدّ، بل إنّ نهايتها كانت وخيمة جدًا وعبرة لمن يعتبر، فذات يوم وهي بالمطبخ، وقع حريق مهول في البيت فتفحّمت بالكامل وماتت أسوء ميتة قد تخطر على بال البشر.
بعد اطلاعي على هذه الرّواية استطعت أن أستقي حكمتين مهمتين منها:
الأولى: إياك والوثوق في النّساء.
الثانية: إياك والوقوف ضد رغبة والديك، فهم يريان ببصيرتيهما مافيه شر لك، ما تراه أنت ببصرك الخير كلّه.
تعليقات
إرسال تعليق